عذراً.. عذراً
لدم على الارض يراق!!
وحبراً
لعين ستعتاد على الفراق!!
سأحلم ..
والحلم جرح المستقبل !!
سأحلم اني شظايا الموت .. قد تناثرت .. ولأجساداً غضة قد احتضنت .. لست مسؤولاً .. اين تقع قبلاتي وفمي كهف مرعب .. وغيّب الايام واختزال السنين .. تبعثرت هنا وهناك .. وسرقت حلم طفل .. وقتلت لحبيب موعد ولقاء .. احرقت امنيات بالبقاء .. قد تبعثرت لحوم وامتزجت وتدحرجت .. لكنها تبتسم لقدر قد حكم ام صبراً لأم تنتظر!!
افقت من الحلم!!
فقد وجدتني لست انا .. فقد جمعوني .. قدم .. ساق .. يد .. ساعد .. حتى بقايا وجهي اصبحت كرماد سجارة تلقفها الريح .. لكنهم جمعوني .. ثم ارتعبوا .. لانني بمجموعي بعد الأنفجار .. لم اشكل نفس جسدي .. بل كان جسد كل العراق..
فقررت ان لا احلم!!
بعدما لبس الليل ستره .. وحل بالدار دفئ جميل شق صمت السكون ترنيمة جدتي وهي تحضتن جرحها وتدندن .. دلول .. دلول .. ذلك الهديل على اغصان الماضي .. يعزف لحن حزين .. دلول .. دلول .. عدوك ساكن الچول .. دلول.. يا الولد يا ابني ..
ما زالت جدتي ترمق ذلك الجدار الملئ بصور اشباح كانو في الماضي وقد غيبوا .. ثم تمد تلك اليد التي مثل الزمن على مسرحها ملحمة انسانية .. تمدها لتقلب ملابس معلقة .. تخلو من ساكنيها .. تقلبها تارة .. وتشمها تارة اخرى.. ثم تشهق حتى نتصورها قد لحقت بهم لكنها تكابر حيناً وتتحدى الموت احياناً.. فنتفاجئ بعبرة تزلزل الارض .. يبني .. يمه .. ردتك الي جناز..
ثم تغرق في بحر الصمت .. وتسرق دموعها .. لتخفيها في جيوب تجاعيدها .. لتدخرها ليوم تشح فيه الدموع.. لتبتسم وتقول .. اريدك الي جناز وتهل التراب..
فأقاطعها .. وامازحها .. محاولاً ان انسيها ام اخادعها ..!!
وأعدها بان اكون من يهل التراب .. واعدها حتى يفصح الليل نفسه ويترك للنهار ثوب السعي .. لغد جديد حيث الأمل .. الى مكان العمل ونظرات جدتي تذكرني بالوعد .. وان لاأخذلها كجدي وابي .. لأبتسم لها مودعاً .. وتبتسم هيه منتظرة .. يداي والتراب ..
خرجت مسرعاً .. وكأنني اعلم .. اجل .. اعلم لست موفياً لعهدي ووعدي لها فأشحت بوجهي عنها .. صعدتُ في مركب العمل .. ولم اعلم انه الركوب الأخير .. صوت ملك الموت اسفل مني .. افزعني .. ولقطع صغيرة قطعني .. فلم اعد اعرفني .. فعلمت انه الوداع .. وانني لن اهل التراب .. لملموني اجزاء اجزاء .. وتعالت التكبيرات ولها حملوني .. رأتني ابتسم لم افي بالوعد .. ثم نظرت الى طفلي وهزت الكون بحزنها .. ردتك الي جناز .. جناز..